لا أعرف لما ذا تركت غرفتي وتركت شاشة التلفاز وصعدت للسطح في هذه اللحظة .
كنت أبحث عن التحرر وعن الحقيقة التي زيفها الإعلام .
البيت أصبح ضيقا لا يساع روحي القلقة .
أهلي منعوني من النزول ولم أكن أعرف لو كانوا وافقوا هل كنت سأنزل فعلا؟!
سماء القاهرة تغطيها سحب الدخان ، القاهرة تختنق بل تحضر .المنظر من فوق السطح مخيف جدا .
وبرودة الجو لا تصل إلا إلى عظامي ، فالشوارع بالأسفل تغلي وملك الموت يحصد في الأرواح .
ربما هي لحظات ونرى الزهرة البرتقالية تشتعل في كل مكان .
سيحرقون مصر حتى لا يسلمونها لأبنائها .
هل هناك أمل في غد جديد ؟!
أخي في الشارع ، والموت في كل مكان .
هل أتصل به على محموله ؟!
ماذا سيحدث لي لو لم يجيب ؟!
ماذا سيحدث لي لو سمعت صوته يوصيني وصيته الأخيرة ثم يصمت ؟!
يا إلهي سأجن .
لن أستطيع تحمل هذا الجو الخانق ، كم ثائر في الشارع ليرجموهم بكل هذه الغازات؟!
أتمنى لو كنت معهم أهتف ( عيش حرية عدالة إجتماعية ) .
إني لا أخاف الموت ، ولكني أخاف من اللحظة التي يقتنص فيها من أحبهم .
مابال غرفتي أصبحت بهذه البرودة ، لقد أكدت أمي على كل المزاليج ، وبرغم ذلك لا نشعر بالأمان .
إني خائفة جدا من المجهول .
خائفة مما سيحدث في الغد
هل سيستطيع أبناء مصر أستعادتها .
لا أعرف مادفعني لأخرج للشرفه ..لأنظر لجموع الثائرين .ليعلوا صوتي بالهتاف .
عيش - حرية - عدالة اجتماعية .
وأهلا بالموت .